فراسة تائه

استيقظت من النوم منهك القوى لدرجة شديدة جدا جعلتنى اشعر أن راسي تكدا تنفجر من ما بها من ثقل واشعر بها تكاد تسقط منى إلى الخلف لعله قد اصابنى لعنه الانفلونزا لشعوري بسخونة ما تسرى فى جسدي وبرودة فى اناملى وبعض تساقط للدموع من عينى بدون عمد فهى تدمع منذ الصباح



ارتديت معطف ثقيل على جسدي ذهبت إلى الصلاة وجلست فى مكاني المعتاد انتظر الخطيب يعتلى المنبر وشاهدته يصعد خطوات المنبر فى تثقل وبدء فى إلقاء الدعوة على مسامعنا كنت أتمنى لو انه أسرع فى أدائها لما كنت اعانيه من تعب شديد وإرهاق زاد منذ الولهة الأولى لاعتلائه المنبر لكنه اطال فيها وكأنه يعلم انى مرهق فتعمد فى الاطالة والحق انى لم اكن اعلم عما يتحدث لا انكر لم اعره الانتباه فى بدء



الامر فلقد جلست مسند راسى الى راحتى ناظرا لاسفل لكنى متذكر قول الرسول صلى الله علية وسلم " من مس الحصى فقد لاغ " لا اعلم كم مر عليا وانا فى هذه الحالة من الشرود المتعمد وإذ بطفل صغير تعد سنوات عمره على الاصابع



يجلس بجوارى ويتشبث بيدى لينزلها عنى ويضع راسة على ركبتى ليخرجنى من شرودى الذهنى اضاف بوجه بسمه لتجذبنى نهائى من شرودى تاملت وجهه البرياء خالنى انى انظر الى شخص ما اعارفة من زمن بعيد رسمت عوامل الحياة اغوارها وشقوقها على ملامحه



فاصبح كاهلا فى عز صباه اردف قائل "" عموحوش ايدك"" اشارة اليه بطرف عينى متبسم ورفعتها ليظل وجهه ينظر الى وعينه تنطق بتمعن .. لتتنجذب مسامعى الى الخطيب قائلاً


ودخلت تلك المرأة البرمكية على هارون الرشيد


وكان في اجتماع مع كبار رجال الدولة.فقالت بعد التحية : يا أمير المؤمنين أقر الله عينك ، وفرحك بما آتاك ، وأتم الله سعدك ، لقد حكمت فقسطت .فسألها الرشيد : من تكونين أيتها المرأة ؟ فقالت : من آل برمك . من قتلت رجالهم ، وأخذت أموالهم ، وسلبت نوالهم ، فقال : أما الرجال فنفذ فيهم حكم الله ، وأما المال فمردود عليك ، ثم إلتفت إلى الحاضرين وقال : أتدرون ماذا قالت المرأة ؟ قالوا ما قالت إلا خيراً . قال الرشيد : أنتم لم تفهموا مرادها .فقولها أقر الله عينك بمعنى أسكنها عن الحركة . وسكون العين عن الحركة يعني العمى . وأما قولها وفرحك بما آتاك تقصد به قوله تعالى }حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ }الأنعام44وأما قولها : وأتم الله سعدك فأخذته من قول الشاعر : إذا تَم أمر بدا نقصه توقع زوالاً إذا قيل تم وأما قولها لقد حكمت فقسطت فأخذته من قوله تعالى {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً }


تلك هى فراسة المؤمن ...


ترى ماذا كنت تبوح به عين هذا الطفل لى

الأربعاء، 27 يناير 2010

3 Comments:

؟ said...

انا مبسوطة انى اول تعليق
يااااااااااااااااااه عليه سبحان الله عرف نية كلامها ايه؟
وياسلام على الهاء اللى بتملكه بس على مين؟
ومعتقدش الصغير ده نيته اصلا حاجة غير انه عايز يطلعك من اللى انت فيه احسن تنام على نفسك من التعب
والف سلامة عليك وحفظك اللمن من كل سوء تحياتى

يوميات الحارة said...

kalam-wel-salam...
انا سعيداكتر والله علشان متابعتك المستمرة للمدونة
ايوا هو عرف سر الكلام للبصيرة اللى وضعها ربنا فيه ومعاكى على انها قمة فى الدهاء لكن دائما فراسة المؤمن اقوى .
الرسول صلى الله عليه وسلم قال"
" اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله "
انا مش عاوز اقول الطفل عايز يقول لى شئ بالتحديد لكن عاوز اقول انه فى فراق بين البصر والاستبصار واننا لازم نفرق فى تعاملنا بين الناس ونستشف بواطن الامور ..
شكرا جدا على الدعاء وربنا يتقبله منك يارب
تحياتى المستمرة

يوميات الحارة said...

وكمان حاسيت ان الطفل عاوز يقول ماهما كان فى الم فا الحياة مستمرة يعنى بيقولى اخرج من المك او شرودك فالحياة مستمرة من حوالك