نظرة على عام مضى


نظر الى المصعد فوجده مغلق تعلوه اشارة استضاحية نقش عليه " مغلق للاصلاح"
استنفر قوتة ليصعد الدرج تذكر انه يسكن فى الطابق الاخير فزاد من نشاطه واسرع
فى خطواته اسكن يده فى صعوده الى العازل المانع من السقوط كلما تحرك الى طابق
زاد من سرعته عله يصل قريبا الى سكنه اخرج مفتاحه من جيبة الخلفى ليزيد
من حماسته كان لم يلتقت انفاسه فى صعودة يظنه الرآى انها اصبح طيف من تعالى
صوت انفاسه وضربات قلبه التى اضفت على صمت الجدران نغمة تشعر المستمع
بالقشعريرة . الان اصبح على بعد طابق واحد من شقتة هدئ من سرعتة وبداء فى استعادت انفاسة
بينما ظلت يداه الممكسة للمفتاح ساكنه الى العازل يحرك المفتاح فى ثقوب العازل فى صعوده
الان اطمن هو على مقربة من شقته علت على وجهه ابتسامه سرعان ما انطفئت لتعثر
يداه فى سلك العازل الذى اطاح بالمفتاح الى اسفل العمارة
نظر الى اسفل وفى عينه محاولة للهروب من صدمة الهبوط مرة اخرى الى اسفل
استقرت الافكار فى راسة لعله اصبح مثل هذا المفتاح الذى هبط الى قاع العمارة
صاح قائل هل حقا انا هكذا اصبحت على قمة الهاوية
هل حقا مع اندفاعى فى الصعود تركت من حياتى اجزاء تقبع فى اسفل مثل هذا المفتاح
هل .........وهل...........
لم يتنذعه من هذه الافكار الا هبوط احد قدامية الدرج فتابعها هو بالقدم الاخرى عازما فى قرارت نفسه على الا يترك منه اجزاء مرة اخرى فى قاع الدنيا بعدما وصل الى قمتها حتى وان كانت قمة الهاوية

.............. كل عام والجميع سعيد عام سعيد ...............

الخميس، 31 ديسمبر 2009

عتبة تحرير ايطاليا

الانتماء هو من الدوافع الاجتماعية الهامة التى تساعد الفرد على التعاون مع الاخرين او الشعور بلتقارب والتجاوب والحاجة الى التفاعل الايجابى مع الاخرين فى الجماعة التى ينتمى اليها الشخص ويصدر هذا الدافع عن حاجة الفرد الى جماعة كأسرة والاصدقاء تكون للفرد فيها علاقة حميمة باشخاص اخرين وتعد هذة العلاقات من اهم علاقات الحياة الاجتماعية السوية للفرد خاصة وانها تشبع حاجتة للتفاعل مع الاخرين وتساعده على خفض توترة وحل مشكلاتة الانفعالية والاجتماعية ....


طبعا محدش فهم حاجة بس دا تعريف الانتماء بس اللى انا عاوز اقوله انى لما دخلت الجيش هناك بجد عرفت اوى معنى قيمة الفرد والاحترام و الجيش والمفروض انه مصنع الرجال دا على العكس تماما هناك انته بتحاول انك ترحم نفسك من بنى ادم حاسس بعقدة النقص لانه اقل منك فى التعليم فبيعكس دا عليك من خلال منطق العكسرية يعنى الاوامر ولو متنفذتش بتاخد حبس او حرمان من اجازة هناك بقة عرفت صورة تانية من البشر بجد عرفت ان فيه ناس تقدر تصنع قدرها وناس ممكن تيسبها مكانها وترجع تانى تلاقيهم فى نفس المكان بعد مدة من الزمن بس الاتنين اجتمعوا على نقطة واحدة انهم قالو كلمة واحدة لو حاصل حرب احنا اول ناس هنحارب مع اسرائيل ؟؟!!!!!! انا علشان انى والدى رحمة الله علية كان رجل دين ازهرى يعنى وعرفت منه كل خبايا اليهود ومحاولتهم من ايام الرسول وكرهم للدين الاسلامى الشديد اندهاتش بس مكانش اندهاشى فى محله لان الايام بعد كدا اثبيت انهم هما كانوا الصح مش بمعنى انهم لو حاصل حرب بالفعل هيحربوا مع اسرائيل طبعا لكن لان المعاملة اثرت فى النفوس لان لو كانوا اتعاملوا بطريقة شوية فيها احترام كانت المشاعر اتبادلت يعنى كان الانتماء هيظاهر وكان التفكير اكيد هيتغير .. بس هل كان التعامل اللى موجود فى الكتيبة هو السبب ولا احنا كنا مهيئين من البداية للدخول كدا بمعنى اوضح هل التعامل هو السبب الوحيد فى انهم مكانش عندهم انتماء ولا هما دخلين اساس فقدين الانتماء ؟؟

اعتقد من وجهت نظرى انهم كانوا فعلا فى وقت دخلوهم كانوا فقدواالانتماء للمكان طبعا لان من خلال واحد من اصحابى هناك كان اسمه محمود عرفت انا هو كان معهد فوق متوسط والدولة لاتعترف فى الوظائف باى شهادة بين العالى والمتوسط هو قالى انه خلص ودور على شغل ولكن دون جدوى لدرجة انه كره اوى انه اتعلم وكان يتمنى انه يتعلم اى صنعه علشان لما يخرج يسافر على ايطاليا ودلل لى على انه كرة الشهادة لما راح مع واحد زميلة لشركة هتشغله فى شرم الشيخ كان هو وصحابة وابن عم صحبة المهم ان صحبة دبلوم وابن عمة كان ليسانس اداب يعنى كوكتيل مصرى من جميع الفئات بيقول انا اول مرة احس بالحزن كان فى التوقيت دا لانه المفروض اننا قبلنا صحاب الشغل قاعد يتكلم معانا على جهود الشركة فى شرم واهدافها والمكاسب اللى انتوا هتاخدوها ومكاسبكم فى المستقبل بس لما جينا نوقع العقد وسئل انته واخد اية قاله معهد فوق متوسط ضحك وقاله بى الفاظ اللى قاعد جامبك ابو دبلومة احسن انته زاى اللى رقصت على السلم لا اللى فوق شافك ولا اللى تحت حاس بيك بيقول انا انحرجت اوى واتمنيت ان الارض تنشق وتبلعنى ولما سئل ابن عم صحبى والتانى رد عليها انا ليسانس اداب قسم انجليزى وبتقدير جيد حاسيت انه كانه بيقصدنى انا يعنى انته اية دا وكان رد صحاب الشغل اصعب عليا تانى لانة قالة حرام عليك يابنى انته لا متشتغلش زايهم ابدا انا لازم ادور ليك على مكانه فى الشغل تانية هو قالى ساعتها فعلا حاسيت ان الدنيا اسودت اوى وقررت انى موقعش العقد مش علشان انى حقدت لكن علشان احفظ كرمتى بس هما لية نسوا ان فيه حاجة اسمها فروق فردية دا التعليم اساسة قائم على الفروق الفردية . ولما جيت هنا وشوفت التعامل اللى موجود من واحد واخد اعدادية وبيطلع عقدة عليا كرهت بجد البلدى دى لانى من كل مكان مكروة ....هنا بقة انا اقعدت افكر هى دى اسبابة انه يكره البلد يمكن معه حق انما هو الانتماء بتعنا معلق بمعاملة الاخرين لينا ولا الانتماء المفروض بيكون للاسرة والعيالة وبعدين المكان وبعدين الوطن يعنى فين التسلسل فى الانتماء وبعدين لية معظمنا بيحلم بحلم الهروب من مصر انا عارف لانى زاى كل واحد هنا عايش فى الخنقة اوى مافيش مقابل وان جة المقابل دا مايبحفظش كرامتك وسط الناس بمعنى اوضح بتبقة عرضة لاى عارض يحصل كمرض او فرح مثال انك تنكشف انك مفلس بس هل دا مبرر الهروب بس با مانه اللى بيغظنى اوى ان الحكومة بتقول للشباب لما تحبوا تهاجروا يكون عن الطريق الشرعى ازاى عن الطريق الشرعى واحنا لانملك من حطام الدنيا اللى خيالنا اللى بيتحرك معنا لان السافر بطريقة شرعية بيكلف اقل حاجة 40الف جنية وبعدين هما لو معانا هنسافر لية بقة بس دا مش دعوة منى للانتحار بمعنى الهروب عن طريق البحر انما انا بحاول افكر بصوت عالى طب اية البديل دلوقتى انا عن نفسى جربت اعلانات اوع القطار يفوتك واللى طلعت بجد اشاعة وبياخدوا بينات على الفاضى ومافيش شغل ولا صندوق التنمية اللى المفروض انه بيحاول يقف جامب شباب الخريجين ولاقيت معوقاته او بوضوح ضمانته تقسم ضهر باتستا بتاع المصارعة دا فتافيت واللى اثر فيا انى شوفت حلقة من فترة يمكن مش بعيدة اوى كانت على قناة دريم كانت عن سفينة غرقت فى ليبية ومطلعش منها اللى مصرى واحد المهم وهو على القناة بيسئلوة انته لية كنت بتحاول الهروب لايطاليا قال الكلمة اللى كلنا بنقولها علشان الحق اكون بنى ادم وسط الغيلان ولما اتسائل تانى انته ممكن تحاول تعمل كدا تانى رد قبل ما السؤال يخلص ايوا طبعا ومش مرة واحدة دا الف مرة لو قدرت الاغرب انه جاتلة فرصة شغل فى القناة من رئيسها وهو قاعد المهم انا عاوز اوضح انه وصل انه مش باقى على حياتة او انه هيسبب الم لاسرتة لو لاقدر الله كان مات قد كدا فقد الانتماء للمكان والمنظومة اللى احنا بنعشها قد كدا الانسان المصرى كره اوى حياتة ياه بجد . قد كدا الناس دى عايشة فى برج عالى ومش حاسة بينا ولا احنا انفصلنا عن الواقع ومش عاوزين ندخل فية


طب الاخ بتاع القناة لما فيه فرص عمال اى كان نوعيتها عندك ودا لرجال الاعمال عموما لية مبتعلنش عنها ولا هو حب انه يبان الرجل المنقذ على الشاشة مين هنا يقدر يقولى اخر نكتة سمعها كانت امته او اخر مرة ضحك بجد من جواه طب بزمتك شفت كام واحد وانته فى طريقك وانته ماشى بيضحك او ظاهر علية بسمة امالكان امتة العيب في مين بالظبط فينا ولا فى الاوضاع بس ارجع وابص للنص المليان ومقولش انى انهزامى وانا اهوة وقف لسة على رجلى يمكن وقعت من فترة بس بدائت استرجع نفسى ..اهى تخاريف جديدة بتدور جوايا ومعرفش كام واحد لسة عنده انتماء بس انا عارف انه لسة عندى انتماء مش هقول للمكان بس انما والدى هنا وولدتى واخواتى بتنا كل دا مصر عندى مصر البيوت و الناس والشوارع انما بحبها اوى رغم لكرهى لناس فيها

السبت، 19 ديسمبر 2009

تأملات حائرة

الطريق الان يعبره بعض الاشخاص يسود الجو رائحة السقيع السماء مكتشحه بالسواد تكدا لا ترى اناملك اذا رفعتها الى الهواء ان اعتقدت انها تستطيع مواجهة هذا البرد القارس ...

اصبحت بمرور الوقت الطرقات خاوية على عروشها من المارة فلا تكد تسمع غير قرع نعلك الذى تجره باقدامك المتثقلة ليس من البرد ولكن من الارهاق ترى البيوت المضاءة بانوار خافتة هادءة وتسمع اصوات الضحكات خلف المنافذ المنتشرة بطول الطريق استجمع قواى لاسير فى هذا الليل البهيم
اقتراب من هذا المقعد لاستريح عليه بعدما قرارت ان اتنحى عن فكرة الذهاب الى قبر ابى اتخذت موضعى على المقعد المطل على صفحة من ماء النيل الذى تسمع منه صوت تراطم موجات خفيفة من انبعاث رياح حانية .
كنت مازالت على حالى ارتدى ملابس سواد القيت بها على جسدى منذ الصباح الباكر .
اخرجت يداى من جيبى والتى كانت تدعو الله الا افعل هذا كى لاتشعر من هذا السقيع بفتيله. انحنيت براسى على راحتى مسندها واخذت اتطلع الى صفحات الماء الذى لا تسمع منها غير تلاطمها فانا لا ارها حتى انى لا ارى منى اى ملمح .هممت بعد لحظات من تملقكى الى المياة علها تقترب منى لتسمع لى ما احنى راسى من الهموم وجعلنى عاجز عن رفع جبهتى بى النظر الى السماء بينما كنت افرد اناملى على وجهى كى احمية من سقيع هذا اليوم انجذبت اذنى الى صوت قادم لكنى لا اره يشبه الأزيز عند البعوض تلفت بوجهى فى محاولة منى كى ارى مصدر هذا الصوت مع هذه الظلمة العاتمة فلم ارى شئ غير ان الصوت يقترب منى وخالنى انه اصبح يحوم حولى فى حلقات مستمرة
تحدثت الى نفسى بصوت غير مسموع عل هذه البعوضة تبحث عن المياة كى تنعى اليه همومها لكن انطلقات فى عقلى اصوات لم اعرف مصدرها هى صوت هذا الشاعر الذى كنت تناسيت كلماته


يا من يرى مد البعوض جناحها
فى ظلمة الليل البهيم الأليلى
ويرى مناط عروقها فى نحرها
والمخ فى تلك العظام النحل
ويرى خرير الدم في أوداجها
متنقلاً من مفصل في مفصل
امنن علي بتوبة تمحو بها
ما كان مني في الزمان الأول
الى اخر الابيات ........
فتعجبت من حالى هى لم تجاء الى الماء تشكو حالها بل تعلم انه فى كل مكان مستمع لها فرفعت راسى الى السماء مدمع العينين

الأربعاء، 2 ديسمبر 2009