إنا أموات


آى ما تسكن دار الموت هل تحيا قبورنا
للورى تبنى ويسكنها جسدا بلا محيا
دوسنا صراط فى الحياة تحيا
ومعادنا نرى للخطى امداً ولا محيا
آفاق العبر تنادى علنا نرى فى المحيا
شرعا وسننا فينا تنادت بنور الله تحيا بلا محيا
أفق من عثرات الدنا واجمع صالحت الامر كى تحيا
دارا من الدارين فى المحيا
آى ما تسكن دار الموت هل تحيا

.................................
مشهد انتقائى !!
" قبورنا تبنى ونحنوا ما تبنى فيا ليتنا تبنى قبل أن تبنى"
كان كل ليلة يتعمد فى حالة اللايقظة خلال الليل ان يقاوم كل هواجسه ويقاتل سلطان النوم عله يدرك فى كل ليلة تلك الساعة من المغفرة والتى اخبر عنها المولى عز وجل انه جل شأنة ينزل الى السماء الدنيا فيقول :
هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من سائل فأعطيه ؟

لكن ناشئة الليل هي
أشد وطئا وأقوم قيلا فيقع فى ثبات عميق
لكنه لم يكن فى ليلة تلك ترواده نزعة اللايقظة بل كان على غير عادته فى قمة الانتباه والادارك لكنه كان يعنى من الضيق يتذكر بدموع تحرق وجنتية وينتحب كالاطفال لكنه لا يدرك سبب ما يبكية بهذة الحرقة هل هو ما قصته على مسامعه والدته بعدما عاد من صلاة العصر ام انه امر غير ذلك؟؟!!!
لكن بما لايدع مجال للشك انه يعانى كثيرا وبحرقة فهذا ما يبدو على ملامحة دون اخفاء ...
الان تعلن نفسى انها تتمنى الرحيل فقد ضاق صدرى واحتباست انفاسى ولم اعد اسيطر على دموعى اتطلع الى ربوة عالية يتواجد بها الهواء او اقل قليل منه لكن مع هذا المطر لا ادرك مجال للحركة غير فى غرفتى وبكائى ...!!!


بجوار منزله البسيط يقبع هذا الحانوت لكن صحابة والذى هو على مقربة منه ولكنه ليس كصديق فقد كان اكبر منه سنا غير ان ما كان يجمعه به من ود وتآلف هو هذا الصبى الذى لا يتجاوز من العمر الا ثلاث سنوات فقد كان كلما يراه يبتهج ويلهو معه لما فى ذك الصغير من براءة تسر الناظرين .......

بينما يصلى عصر يومه كانت تتهاطل امطار غزيرة منعته من التفكير من الخروج من المسجد فاشتاق بعض صلاته الى تلك الزاوية من المسجد التى كان ومازال يتذكرها منذ نعومة اظافره فهو يمر عليها من عهد سحيق وهو يمسك بتلبيب والده ويقف بجانبة فيها يشهد المصلين وهم يخرون للرحمن سجدا وبكيا كان يبتسم ويحمد لله ويدعو بالمغفرة

السماء على حالتها وكأن بها ثقوب لايعلمها غير الله تتداخل اصوات الامطار مع البرق ويكتسيها ضوءالرعد فقرر الانطلق الى بيته فالمسجد غير بعيد عنه ظننا منه انها لن تتوقف الى أن يشاء الله .... كانت تبكى بشدة فانهال على راسها تقبيلا ما بالك تبكى يا امى ؟؟؟؟ قالت شاهدة منذ قليل ما اعتصر فؤادى وحطم قيود عينيا ؟!!! اخبرينى بما كان ارجو رضاكى بعد رضا مولاى عز وجل ؟؟؟؟؟؟ اضحى الأن يتمنى انه لو لم يكن يسئل فحق قول الله "يا أيها الذين آمنوا لا تسألو عن أشياء إن تبدى لكم تسؤكم"
قالت شاهدة رجل فوق السبعين من العمر يركب حافلة صغيرة لكن يبدو عليه الوهن لا من ضعف جسده بل من مرضة الذى جعل من احشائة منتفخة بصورة تخشع معها للرحمن خوفا وطماع كانت تمطر ولا يستطيع ان يترجل عن الحافلة اجتمع بعض القليل من المارة اليه انزلوه عن الحافلة اخذ يتطلع فى المكان ثم ارتقب من مدخل البيت وهما مقتربا منه فظننت انه يتحشى المطر بالبحث عن مكان ينتظر فيه فما اقترب الا سئلنى عن اسم امراءة وبعد تيقن منى اضحى لى انه يتسأل عن زوجة صاحب الحانوت لكنه كان يلفظ اسم والدتها فلما اجابته عنها قال هى نعم ما كنت اقصدها فاشارت الي الحانوت انها تقبع بداخله هى وزوجها
فابتسمت عينها دعاء وتكبيرا وكانه وجد ضاله فقدها منذ زمن وببطئ تحركت اقدامه ترتمى الى الدرب سعيا الى
الحانوت بينما يا بنى يمشى تقبل هى من الاتجاه الاخر الى اخبرتها ان هذا الشخص الذى يقف الى الحانوت يسئل عنها فاذا بى اسمع صيحات زوجها وينادى عليها ان اقبلى فتندفع وانا معها فى خطوات تسابق الزمن فما بالى صنعت دون ان ادرى ؟؟!!
فيهم الزوج قائلا ً " لن تمكث لدى اذهب الى شقيق زوجتى او صالح زوجتك وعود الى بيتك " لما يكن والدها بل هو احد ال ال بيتها ليردف الرجل متاثرا قائلا " اتركنى ابت هذة الليلة فقط " كما ترى لا طاقة لي بالرجوع من الوهن والامطار ليقطع زوجها كلماته بل انطلق الى حال سبيلك ومعها انفجرت عينيا بكاء يا وليدى بينما هى تقف بجوار صامته وانا انظر اليهما متحسرة منعقد لسانى عن التفوه وهو يجر امامى بخطواته الطريق عائد الى ما لايعلم من مكان

فلما يا امى لم تدعية الى المبيت عندنا قالت اقسم بعز العزيز لما استفق من هول ما رايت وسمعت الا بقدومك فاخذها صاعد الى الطابق العلوى ليمر بعض الوقت ويقرع عليهم احد باب المنزل اتجه ليجد امامه صاحب الحانوت وزوجته ولولا الخوف من الله وطاعته لكن هم بطردهما او ايذائهما فيصمت ومتالم من الم قلبة وامتعاضه وتخبرة الزوجة انها تريد التحدث الى امه فتهبط الام وهو يقف بجوارها يستمع ما يبرران بهما ما حدث بتفاهت الحديث الان يبكى ويبكى ضائق الصدر متفكرنا اعجزنا ان نحسن استقبل العطية الالهية فهذا الشخص لما لو كان يعلم فى احد خير ما كان ليهما اليهما فرفض عن نفسهما قبول عطية الله اليهما يبكى متذكر تعليم اسرته يبكى خلق ودينا

النفس تبكى على الدنيا وقد علمت ** آن السلامة فيها, ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ** إلا التي كان قبل الموت يبنيها

فان بناها بخير طاب مسكنها ** وان بناها بشر, خاب بانيها

أين الملوك التى كانت مسلطنه ** حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

أموالنا: لذوى الميراث نجمعها ** ودورنا: لخراب الدهر نبنيها

كم من مدائن في الآفاق قد بليت ** أمست خرابا, وافنى الموت أهليها

*** * ***

لكل نفس وان كانت على وجل ** من المنية أمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقضيها ** والنفس تنشرها والموت يطويها

إن المكارم أخلاق مطهره ** الدنيا أولها, والعقل ثانيها

والعلم ثالثها, والحلم رابعها ** والجود خامسها, والفهم ساديها

والبر سابعها والشكر ثامنها ** والصبر تاسعها ,واللين باقيها

النفس تعلم أنى لا أصادقها ** ولست ارشد الاحين اعصيها

*** * ***

لاتركنن إلى الدنيا وما فيها ** فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
اعمل لدار, غدا رضوان خادمها ** والجار احمد والرحمن منشيها

قصورها ذهب والمسك طينتها ** والزعفران حشيش نابت فيها

أنهارها لبن محض من عسل ** والخمر يجرى رحيقا فى مجاريها

والطير يجرى على الأغصان عاكفة ** تسبح الله جهرا فى مغانيها

من يشترى الدار في الفردوس يعمرها ** بركعة في ظلام الليل يحيها



الأحد، 17 أبريل 2011