مدينة من المدن


اندلعت الاضواء المبهرة فى هذا الملهى و مع تعددها والوانها اكتسبت السماء المظلمة لون جميل مما دعانى للدخول علنى ان اجد ما ارنو اليه من نسيان بعض الاوقات السيئة التى ما تستمر فى فرض مخالبها فى عقلى .
حينما عبرت تلك البوابة الى الدخل خالنى انى اعبر بين عالمين مختلفين تمام الاختلاف كالفرق بين عالم الاحياء والاموات قررت ان اتجول بين اروقة هذة المدنية التى تختص بعاملها الخاص دون باقى المدن المنتشرة فى ربوع الدنيا فتلك المدنية لا تحيا الا فى الليل فقط ولا تعرف من الحزن اى ملمح .
لكنها تتشابة كغيرها من المدن فهى تحمل فى طايتها الصرخات والضوضاء لكن صراختها ليست للتعبير عن الحزن بل هى قمة السعادة فتنطلق الصرخات من الاعماق لتشق صمت الليل وتنطلق القلوب عازفه رقصاتها الممنوعه من المشاهدة والمحتجبة بين الضلوع خفية من العيون لتتراقص فى شدة كانها محاولة للفرار من الضلوع والانطلاق من محبسها الى الفضاء المتسع .
لكن الغريب فى الامر هو ان هؤلاء المتراقصين هم ايضا سكان باقى المدن المنتشرة فى ربوع وطننا بل هم ايضا اصحاب القلوب الحزين المنكسرة فى تلك المدن فما الداعى فى تلك المدنية ان يخرجوا ما فى داخلهم من جبال احزانهم ليعثوا فى ربوعها فرحين . لكنى قررت ان اتوقف عن التفكير واكتفى بالمشاهدة فقط !!!!
بينما انا اتجول بين الاروقة اشاهد هذا العالم وما به من نوبات الفرح او بمعنى ادق نوات الفرح انتزع نظرى تلك العربة البعيدة عن باقى المدنية فكل العاب المدنية بل حتى مبانيها قريبة من بعضها او على بعض خطوات بسيطة لكن تلك العربة تقف على نهاية المدينة من الطرف الاخر وبعيدة كل البعد عن الاضواء وتحمل طابع غريب بعض الشئ فهى كعربات الخيول الخشبية التى نشاهدها فى الافلام الكلاسكية الاجنبية القديمه او فى متاحف الملوك السابقين ؟؟
فى تلك اللحظة دار بين نفسى وعقلى اسئلة سريعة ؟؟؟
لما تلك العربة بعيدة عن المدينة ولما تحمل هذا الطابع الغريب الهيئة ولما تقف فى الظلام وكانها نقطة بين العالمين او مدخل الى عالم ثالث بين عالم الاحياء والاموات ؟؟؟!!
لكنى سرعا ما افقت من تلك الاسئلة مبرر عدم الاجابة عنها انى قررت المشاهدة فقط او انها محاولة لخداع نفسى بانى اخفى فى اعماقى ان الاجابة عن تلك الاسئلة هى اكتشاف سرها فاخذت خطوات هادئة بطيئة نحوها وكانى فى حالة من النوم العميق ما ان وصلت الى باب تلك العربة حتى انجذبت مسامعى او خيل لى انى قد سمعت من يدعونى بدخول فطرقت الباب بطرقات حانية متابعدة علنى ان اثبت لنفسى ان من بى الداخل ليس فى انتظارى لكن جاء لى هذا الصوت غير المميز فلا تستطيع معه ان تحدد هاوية صاحبه او نوعيته !!!طالب منى الولج الى الداخل
ما ان سمعته اندفعت الى الدخل لكسر تلك المحادثة المستمرة بين النفس والعقل و ما ان عبرت الى العربة من الداخل حتى انعقدت اوصالى فى حالة من الانبهار والتثبيت فى المكان فعلى رغم ان العربة غريبة الشكل من الخارج وبعض الشئ عتيقة الا ان فى داخلها كقصر من قصور امراء اسرة محمد على او اشد الامراء جاه ؟؟
فهى تمتلاء فى اركانها باشكال متخلفة من السروج وتتزين جدارنها بقطع من الستان المتداخل الالوان بين الاحمر والبنى
وتنتشر فى ازقتها وسادات ذات شكل ولون غريب وفى المنتصف تقبع منضدة يعلوها بلورة بيضاء ويتنتشر بجانبها اوراق التاروت
وبجانب احد ارجل المنضدة نارجيله كانها قطعة اثارية مع وجود دخان فى اعالى المكان لا يهبط مطلقا الى اسفل كما تجد تلك المكتبة غريبة الهئية والتى تمتلئ على ما اعتقد بعجائب وامهات الكتب يعلوها شموع سوداء مضاءة.
بينما اتمعن فى فيما تحتويه تلك العربة من اشياء غريبة الهاوية سمعت صوت انزلاق من الاعلى لارى سلم مختفى فى الضباب الدخانى
فى سماء العربة يهبط السلم فى تبطئ ثم ارى شخص ما يهبط لم تتضح لى معرفة الهابط حتى اكتملت امامى صورته بعدما هبط نهائى كانت فتاة شديدة البهاء اشارت ليا بى الجلوس جلست امامها ثم اضاءت شموع بلون فضى ربما جمعتها من محتال فى خان الخليلى او كهل ايرانى او بائس فى حيدر اباد او مخادع مغربى ؟؟!!

صفت الاوراق ووشوشت فى اذنى بتمتمات غريبة لكنى لم انتباه الى تلك التمتمة فتلك العرافة لا ترتدى الملابس الغجرية التنورة المزركشة بل بنطال من الجينز يعلوه قميص ذو لون سمائى وتحمل اصابعها العشرة خواتيم كثيرة متعددة الاشكال

امسكت الاورق بين اصابعها وانتزعت ورقة ما سدتها بخفية اسفل احد الشموع ثم اعادت تقسيم الورقات مرة اخرى ودعاتنى لان اسحب ورقات اختيارية للقراءة لتقلب اول ورقة فتعيد مرة اخرى دون ان تتحدث الى تصفيف الاوراق وتدعونى مرة ثانية وثالثة ورابعة وفى كل مرة تعيد سحب تلك الورقة وتضعها تحت احد الشموع
ثم اردفت قائلة
للمرة الرابعة ومن تحت أيدي قارئاتٍ مختلفات تظهر ورقة الشيطان في ورقي ..تظهر مع الحياة لتقول لي القارئة (لن تنعم بفرح أبداً في حياتك)، تظهر مع العمل (لتقول لي ممممممممم ربما يكون هناك شيء جميل،ولكن سرعان ما يندثر )..تظهر مع الأشياء المصيرية..

بعدها تأتيني النصائح..أكثر من الصلاة..أقرء سورة البقرة كل يوم..تبخر بحبة لؤلؤة مسحوقة شرط أن تكون من بيت ورثة ..استحم بغسول مفاتيح لبيت مات صاحبه !!

ألقيت بالنصائح عرض الحائط ماعدا الأولى والثانية،وقررت أن أسحق الشيطان بين عبارتى .

منذ البارحة وأنا أكثر تفاؤلاً بعد ظهور الشيطان للمرة .....لا أدري .لم يزدني ظهوره المتكرر في ورقي إلاّ إصراراً على اغتياله.

ثم قالت اذهب الان فلا مكان لك الان فى عالم تلك المدينة فانت منبوذ مثقل بكثير من غيامات الشجن فانطلق عائد الى عالمك لا تلوث
عوالم اخرى
فابتسمت ورحلت عائد الى مدنى ...................

الثلاثاء، 16 مارس 2010

3 Comments:

؟ said...

متالق دائما باختيار كلماتك التى تشعرنى بتجول بين صفحات لغتى وانسياب الكلمات
تحياتى
الهم اكفنا شر ما تخبئه لنا الايام

؟ said...

وحاجة لو سمحت


فليس من الضرورى انفهم قصد كاتب اى ما كتب
ولكن كلا يرى بين الكلمات ماتخبئه نفسه
وليس مادائما مانرى ماتخبئه نفس الكاتب
تقبل مرورى

يوميات الحارة said...

kalam-wel-salam............
سعيد جدا بتواجدك والله وسعيد اكتر بكلماتك ومتابعتك
معلش انى بحاول اتعمد ان اشرح وجة نظرى فيما كتابت خوفا ان لا يصل الى المتلقى بما اريد ويصل اليه بما يريد هو فتفسر كلماتى الى عكس معنها وتحملنى من الاوزار والذنوب
انا متفق معاكى ان من الضرورى ا ن نرى مابين الكلمات حتى نرى نفس الكاتب لكنى لا اجيد فن الكتابة ولا فن التعبير عما يدور فى مخيالتى الا بصعوبة .
تحياتى المستمرة وسعيد جدا بتواجدك الدائما